الجمعة، 26 مارس 2010

احلامهم لازالة يقضتي


الى حبيبي .. الكلمة المحسوبة .. الكلمة المقدسة التي طالما غنى بها قلبي وترنمت بها شفتاي وتمايلت روحي .. مع تيارات الحب المتلاعبة بقلوب المحبين دعيني أسرد ما كان .. لذيذ أن يسود المرء أيامه الجميلة ، كم كان جميلاً عالمنا الأخضر أخلّ هذا العالم الخريفي الرهيب!.
أعشق صمتك ..
وأضحك منك وأداعب أنفك بأصبعي ..
أبصر قي عينيك الزرقاوين عالماً من المرافئ .. إن عيناي من عيناك ألا ترين سفناً فيها؟
كم كنت أحبك .. بل كم كنت أعبدك .. وأحياناً أحبك غاضباً ! لكن فمي دائماً كان على استعداد لمصالحتك .. آه ، الحزن يشرب دمي، الصور الضبابية التي تحيط بي تدعني باستمرار في الحلم حين لا أتذكر المخلوقات الظلامية الرهيبة التي تعيش حولي .
كم تعاهدنا أن نصل المرفأ سويةً .. ونحلم سويةً .. ونعيش سويةً .. ونموت سوسةً.
المنفى يقيّد أجنحتي التي زرعتها على كتفي لأطير بها إليك وأقول لك بأن المدن السندبادية التي حلمنا بها لن تموت .. ولكني ما أن أبصرت الشمس حتى أخافتني حرارتها، وأدركت إنني أحمل أجنحةً شمسية، المنفى صوت يبتلع كل شيء . غداً يا عزيزتي ستدركين أنّ هذا العالم يحمل وجهاً بشعاً، يختطف البراءة والأحلام. ولا يهب الصمت والجمود والمخلوقات البلهاء تغني للوجه البشع، ألسنة مستعارة مجبولة من الحديد والإسفلت والركام،وعندما ستدركين الحقيقة ستلعنين وجه العالم وتصرخين بأعلى صوتك إنّه بشع … بشع
لا تغضبي إنني بهذه الحالة أحاول أن أتخيلك غاضباً .. ألا تعلمي إنني أهواك غاضباً ؟
لأنك ترتبطين معي بأشياء جميلة كثيرة , المطر الذي يعانق زجاج نافذتك .. يا سندبادي .. هل أصابك دوران البحر ، فخشيت لا تهدين الى طريقك ؟ تعالي إذن أضمك الى صدري ياطفلي المدللّ.
في ذلك اليوم المطري ونحن نتأمل المطر المتساقط على الأغصان والطرقات والأرصفة وقد غرقت المدينة كلها بالماء . كنت سارحاً وعندما أخذتي يدي بأنفاسك .. آه .. أكاد أحس بحرارة أنفاسك في هذه اللحظة وهي تسري في يدي لتدفئها بمشاعري الطفل .. ألم تقول وأنفاسك تلفح صدري بأن أرجل طفل بحاجة الى حنان ؟
( ياطفلي الكبير إني أمضغ الأحزان وراء جدار مظلم لا يملك نافذة ) .
بعدك يا حبيبتي الأولى والأخيرة سأرحل الى مكان بعيد لا مكان للمرافيء فيه .. سأعتزل هذا العالم لأن قلبي لن يسع غيرك أبداً ولساني لن ينطق إلا بأسمك .. مهلاً يا عزيزتي لا تحزني .. إرفعي رأسك ودعي الرياح التي تنقل إليك أصدائي ، تعانق وجهك حتى تحمل لمسة دافئة منل الى عالمي البارد ، العالم الثلجي الذي لا دفيء فيه .. أيعقل ياحبيبتي أن يموت كلما كان بيننا كأنه ما كان ! ..
هم يريدون ذلك .
ولكن
أكره كلنا يبعدك عني مازلت ياشاعرتي أتكلم فكيف سأسمع صوتك .. لا تكفي عن الكتابة، أكتبي عن حبنا الشيء الكثير .. أكتبي عن عالمنا المليء بالأضواء والأشجار والمطر آة .. المطر ، قطرات المطر بدأت تطرق زجاجة نافذتي هل تشم رائحة المطر ؟ .. أحب رائحته .. أحبه كثيراً ، وأحبك أثر حبيبتي لا تكوني فارسة العصر المهزوم ، بل فارسي الذي أحلم بأنه سيدور على حصانه ليخطفني حتى المنفى ويبعدني الى جزيرة السعادة ، كم أنا أحمق .. إنك لاتملكين حصاناً والحصان يخاف من منفاي لأن دروبه مزروعة بالأشواك والسكاين والذئاب العاوية التي لا تحيد الى ملجأ كوني فارسي الى الأبد ، وكم عزمنا العقد من البدأ أن نكن معاً الى الأبد .. الى اللقاء ياحبي الأول والأخير


ليست هناك تعليقات: